صدمة وجدل كبير: قرارات 'جيش الشرع' تثير الاستغراب! هل تجاوزت الشريعة حدودها في سوريا؟

العربي
By -

 

صدمة وجدل كبير: قرارات 'جيش الشرع' تثير الاستغراب! هل تجاوزت الشريعة حدودها في سوريا؟
صدمة وجدل كبير: قرارات 'جيش الشرع' تثير الاستغراب! هل تجاوزت الشريعة حدودها في سوريا؟

من القمع إلى الحرية: قصة تحول الجيش السوري من إخفاء الإسلام إلى إعلانه


في تاريخ الشعوب والأمم، توجد لحظات فارقة تُظهر كيف يمكن للظلم أن يتحول إلى عدل، وكيف يمكن للقمع أن يتحول إلى حرية. قصة الجيش السوري في عهد النظام السابق، وتحديدًا في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، تمثل نموذجًا صارخًا للقمع الديني الذي تحول إلى حرية وإعلان للإيمان. ففي تلك الفترة، كان الجنود والعسكريون في الجيش السوري مضطرين لإخفاء إسلامهم، أو على الأقل إخفاء مظاهر تدينهم، خوفًا من الملاحقة أو الاتهام بالانتماء لتيارات إسلامية معارضة. كانت الصلاة، وخاصة صلاة الفجر، تُمارس في الخفاء، بعيدًا عن أعين الرقباء، في ظل نظام كان يرى في أي مظهر إسلامي تهديدًا لسلطته.


الخوف والاضطهاد: إسلام في الظل

في عهد حافظ الأسد، الذي حكم سوريا لثلاثة عقود، تم تأسيس نظام قمعي قائم على فكرة الحزب الواحد، حيث كان حزب البعث هو الحاكم الفعلي للبلاد. هذا النظام، الذي كان يدعي العلمانية، لم يكن يتسامح مع أي مظاهر دينية يمكن أن تُفسر على أنها معارضة سياسية. الإسلام، بصفته دين الأغلبية، كان يُنظر إليه على أنه تهديد محتمل لسلطة النظام.


في الجيش، الذي يُعتبر عماد النظام، كان الجنود المسلمون يُجبرون على إخفاء تدينهم. الصلاة في الثكنات العسكرية كانت تُمارس في السر، وكانت أي محاولة لإظهار الانتماء الإسلامي يمكن أن تؤدي إلى عقوبات شديدة، تصل أحيانًا إلى الاعتقال أو الفصل من الخدمة. كانت صلاة الفجر، التي تُعتبر من أهم الصلوات في الإسلام، تُقام في الخفاء، بعيدًا عن أعين الضباط والمراقبين.


الثورة السورية: بداية التغيير

مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، بدأت الأمور تأخذ منحى مختلفًا. الشعب السوري، الذي عانى لعقود من القمع والظلم، خرج إلى الشوارع مطالبًا بالحرية والكرامة. في البداية، كانت المطالب سياسية واقتصادية، لكن سرعان ما تحولت إلى مطالب أوسع تشمل الحرية الدينية.


الجيش السوري، الذي كان يُعتبر أداة قمع في يد النظام، بدأ يتفكك. العديد من الجنود انشقوا عن الجيش النظامي وانضموا إلى صفوف المعارضة، مشكلين ما يُعرف بالجيش السوري الحر. هذا الجيش الجديد، الذي تأسس على قيم مختلفة، كان أكثر انفتاحًا على المظاهر الدينية. الجنود، الذين كانوا يُخفون إسلامهم في السابق، أصبحوا الآن يعلنون إيمانهم بكل فخر.


صلاة الفجر: رمز التحول

اليوم، نرى مشاهد تعكس هذا التحول الجذري. فيديو صلاة الفجر في أحد مواقع الجيش السوري الجديد يظهر جنودًا يقفون صفوفًا متراصة، يرفعون أيديهم بالدعاء، ويؤدون الصلاة جماعة دون خوف أو تردد. هذه الصورة ليست مجرد مشهد عادي، بل هي رمز لانتصار الإيمان بعد سنوات من القمع، وانتصار الحرية بعد عقود من الخوف.


صلاة الفجر، التي كانت تُقام في السر، أصبحت الآن تُقام في العلن، في مواقع الجيش الجديد. هذا التحول ليس فقط تغييرًا في الممارسات الدينية، بل هو أيضًا تغيير في الهوية والانتماء. الجنود، الذين كانوا يُجبرون على إخفاء إسلامهم، أصبحوا الآن يعلنون إيمانهم بكل فخر، ويعتبرونه جزءًا من كفاحهم من أجل الحرية والعدالة.


دروس من التاريخ

هذه القصة تذكرنا بأن الظلم لا يدوم، وأن النصر حليف الصابرين. لقد قلب الله الأمور رأسًا على عقب، فمن كان يُجبر على إخفاء إسلامه أصبح اليوم يعلنه بكل فخر واعتزاز. هذا التحول يذكرنا بقوله تعالى: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" (آل عمران: 140). فالأيام دول، والظلم لا يدوم، والنصر يأتي من حيث لا نحتسب.


قصة الجيش السوري ليست فقط قصة تغير سياسي أو عسكري، بل هي قصة إيمان وصبر، وقصة انتصار الحق على الباطل. إنها تذكير بأن الله قادر على قلب الموازين، وأن النصر يأتي بعد الشدة.


الخاتمة

في النهاية، قصة تحول الجيش السوري من إخفاء الإسلام إلى إعلانه هي قصة ملهمة تظهر كيف يمكن للإيمان أن يكون قوة دافعة للتغيير. إنها تذكير بأن الحرية والعدالة هما حق لكل إنسان، وأن القمع والظلم لا يمكن أن يستمرا إلى الأبد. فكما قال الله تعالى: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (الشرح: 5). فبعد كل عسر يأتي يسر، وبعد كل ظلام يأتي نور.

Tags: