تركيا تكشف عن مقترحها لسوريا بشأن القضية الكردية.. ما هي تفاصيل الاتفاق مع "قسد"؟
كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن تفاصيل المباحثات التي أجراها خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة السورية دمشق، برفقة وفد تركي رفيع المستوى ضم وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات. وأوضح فيدان أن تركيا لديها مصالح أمنية حيوية في سوريا، مشيرًا إلى رفض أنقرة القاطع لأي كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية.
وأكد فيدان خلال مقابلة تلفزيونية أن تركيا ترفض أي تنازلات تُمنح للأكراد في سوريا بشأن الحكم الذاتي، قائلًا: "لدينا مصالح حيوية، خاصة في المجال الأمني، ولا يمكننا السماح بوجود كيانات إرهابية أو انفصالية على حدودنا". وأضاف أن الوفد التركي ناقش مع الجانب السوري قضايا أمنية ملحة، بما في ذلك التهديدات الإرهابية التي تستغل الظروف الحالية في سوريا.
مقترح تركي لحل الأزمة الكردية
أشار فيدان إلى أن تركيا قدمت مقترحًا للإدارة السورية يقضي بمنح الأكراد السوريين حقوقهم السياسية والثقافية، شرط القضاء على أي كيانات إرهابية في المنطقة، وخاصة تلك المرتبطة بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. وأكد أن تركيا تتابع عن كثب التطورات في سوريا، ولا سيما الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية ("قسد").
وحذر فيدان من أن هذا الاتفاق قد يحمل تداعيات سلبية، خاصة فيما يتعلق بتنظيم وحدات حماية الشعب الكردي (YPG)، الذي يشكل العمود الفقري العسكري لـ"قسد". وأوضح أن أنقرة أبلغت الجانب السوري بمخاوفها الأمنية، مشددة على ضرورة ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل يمنع أي تهديدات مستقبلية.
التحديات الأمنية وعودة اللاجئين
وشدد وزير الخارجية التركي على أهمية استعادة الاستقرار والأمن في سوريا كشرط أساسي لعودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا والدول المجاورة. وقال: "بدون استعادة الحياة الطبيعية في سوريا، لن يكون من الممكن عودة اللاجئين بأمان. نرى بعض التطورات الإيجابية، لكن الأهم هو ضمان الأمن والاستقرار الدائمين".
وأعرب فيدان عن قلقه من احتمال وجود "ألغام سياسية" في الاتفاق الموقع بين دمشق و"قسد"، مؤكدًا أن تركيا ستواصل مراقبة الوضع عن كثب. وأضاف: "إذا تم التوصل إلى اتفاق بحسن نية، فيجب تطبيقه بشكل فعلي. لكننا ندرك أن هناك احتمالية لاستفزازات أو مؤامرات مستقبلية".
اتفاق دمشق و"قسد"
وقّعت الحكومة السورية و"قسد" مؤخرًا اتفاقًا يتضمن دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لـ"قسد" في هياكل الدولة السورية، بما في ذلك السيطرة على المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز. ويأتي هذا الاتفاق في إطار جهود دمشق لبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية بعد سنوات من الحرب الأهلية.
وتعتبر تركيا أن "قسد" تشكل تهديدًا لأمنها القومي بسبب ارتباطها الوثيق بحزب العمال الكردستاني. وعلى الرغم من التطورات الأخيرة، لا تزال أنقرة تحتفظ بحق التدخل العسكري في شمال شرق سوريا إذا شعرت بتهديد مباشر لأمنها.
مستقبل العلاقات التركية السورية
مع استمرار التطورات في سوريا، تبقى العلاقات بين أنقرة ودمشق في مرحلة حرجة، حيث تسعى تركيا إلى حماية مصالحها الأمنية مع دعم عودة الاستقرار إلى سوريا. وتأتي هذه الجهود في إطار مساعي إقليمية ودولية أوسع لإيجاد حل دائم للأزمة السورية، مع الأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية.