تحرير سوريا: تحديات وآمال
لا تزال سوريا، القلب الجريح الذي نزف دماء الشهداء الأبرار، تواجه تحديات جسيمة تعيق مسيرة تحررها الكامل. رغم التقدم الذي تحقق في بعض المناطق، إلا أن الأطراف السورية، بما في ذلك الساحل والجنوب والشمال الشرقي، لا تزال تعاني من تدخلات خارجية وعبث العابثين الذين يتآمرون على وحدة البلاد ونهضتها.
في الجنوب، يبرز خطر عبث الصهاينة بملف الدروز، وهو أمر يثير القلق بسبب الدعم الأمريكي لهذا الملف. تجربة الصهاينة في احتواء الدروز الفلسطينيين تشكل سابقة خطيرة، خاصة مع الأهمية الاستراتيجية للمرتفعات الجنوبية السورية. هذا التدخل يهدد ليس فقط استقرار الجنوب، بل أيضًا وحدة النسيج الاجتماعي السوري.
أما في الشمال الشرقي، فإن الاتفاق الجديد مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يبعث بشائر أمل في تجاوز بعض المشكلات. كما أن حل قضية هذه المنطقة يمثل مصلحة استراتيجية لتركيا، مما يجعل تعاونها في هذا الملف أمرًا محتملاً، إن لم يكن حتميًا.
وفي الساحل السوري، لا يزال الوضع يعتمد بشكل كبير على الدعم الروسي. الفلول المتبقية في هذه المنطقة لا تستطيع القيام بأي فعل مؤثر دون دعم مباشر من روسيا، التي تبدو غير راغبة في التورط بشكل أعمق في الوقت الحالي.
ختامًا، رغم التحديات التي تواجهها سوريا، إلا أن الأمل في تجاوزها يبقى قائمًا. التعاون الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى إرادة الشعب السوري، قد تكون المفتاح لتحقيق الاستقرار والوحدة المنشودة. سوريا تستحق أن تنهض من جديد، متحررة من كل أشكال العبث والتدخل الخارجي.