![]() |
التوسع الإسرائيلي في جنوب سوريا: أهداف استراتيجية وتداعيات إقليمية |
تشهد منطقة جنوب سوريا تصاعدًا ملحوظًا في التوترات العسكرية، مع استمرار التمدد الإسرائيلي في المنطقة. فقد نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية المكثفة، مستهدفة مواقع عسكرية سورية، في إطار سعيها لتأمين حدودها الجنوبية وتعزيز وجودها العسكري. هذه الخطوات تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى توسيع النفوذ الإسرائيلي في هضبة الجولان والمناطق المحيطة بها.
خلال الأيام الماضية، قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بتنفيذ أكثر من 40 غارة جوية، استهدفت بشكل رئيسي مقرات قيادة، أنظمة دفاع جوي، مخازن أسلحة، ومواقع رادارات تابعة للجيش السوري. وتشير التقارير إلى أن هذه العمليات تهدف إلى إضعاف البنية العسكرية السورية في الجنوب، تمهيدًا لإنشاء مواقع عسكرية دائمة والسيطرة على الممرات الاستراتيجية المؤدية إلى دمشق والحدود العراقية.
تركز إسرائيل جهودها على السيطرة على ثلاث مناطق استراتيجية في جنوب سوريا، بما في ذلك مرتفعات جبل الشيخ، التي توفر إطلالة استراتيجية على العاصمة السورية دمشق والمناطق الحدودية المجاورة. هذه التحركات لا تهدف فقط إلى حماية المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، بل تسعى أيضًا إلى فرض واقع جديد على الأرض، يعزز من موقعها التفاوضي في أي تسوية سياسية مستقبلية.
في ظل هذه التطورات، يبرز تساؤل حول موقف القيادة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع. هل ستستمر دمشق في سياسة ضبط النفس، أم أن المرحلة القادمة ستشهد تحولًا في استراتيجيتها العسكرية؟ يرى مراقبون أن أي رد عسكري سوري قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق، خاصة في ظل تزايد التدخلات الخارجية في المشهد السوري.
لا يقتصر التهديد الإسرائيلي على انتهاك السيادة السورية فحسب، بل قد يمتد إلى إعادة رسم التوازنات الإقليمية في المنطقة. مع تزايد المؤشرات على نية إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في جنوب سوريا، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن دمشق من مواجهة هذه التحركات بعمل عسكري فعال؟ أم أن إسرائيل ستنجح في فرض أمر واقع جديد دون مقاومة تذكر؟