حماس تضع إسرائيل ونتنياهو في ورطة: صفقة إطلاق سراح الجندي الأمريكي تثير غضب الجمهور الإسرائيلي
في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة، أعلنت حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة من مزدوجي الجنسية. هذه الخطوة جاءت دون تفاصيل واضحة حول شروط الصفقة أو المقابل المطلوب، مما أثار تساؤلات حول الأهداف الخفية وراء هذا الإعلان.
منذ بداية الحرب، كانت إسرائيل ترفض بشكل قاطع التمييز بين الأسرى على أساس جنسياتهم، مؤكدة أن جميع الأسرى يعاملون وفقًا لمعايير واحدة. لكن هذه الصفقة، التي تمت بوساطة أمريكية، كسرت هذا المبدأ بشكل صارخ. فقد أبرم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقًا مع حماس يتضمن إطلاق سراح الجندي الأمريكي-الإسرائيلي وأربعة جثامين، دون ذكر أي تفاصيل عن الأسرى الآخرين أو الشروط المتبادلة.
هذا التطور وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف بالغ الحساسية. فمن جهة، إذا وافق على الصفقة، فإنه سيكون قد قبل بالتمييز بين الأسرى بناءً على جنسياتهم، وهو ما يتعارض مع الموقف الرسمي الإسرائيلي طوال السنوات الماضية. هذا القبول قد يثير غضب الجمهور الإسرائيلي، خاصةً أولئك الذين لديهم أقارب أو أصدقاء بين الأسرى، ويخشون أن يتم استبعادهم من أي صفقات مستقبلية. كما أن الموافقة على الصفقة تعني منح الولايات المتحدة سيطرة أكبر على إدارة المفاوضات، مما قد يقوض من قدرة إسرائيل على التحكم في مسار الأحداث.
من جهة أخرى، إذا رفض نتنياهو الصفقة، فإنه سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل العلاقات المتوترة أحيانًا بينه وبين الرئيس الأمريكي السابق ترامب. هذا الرفض قد يُفهم على أنه عدم مراعاة لمصالح المواطنين الأمريكيين، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية بين البلدين.
الأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو رد فعل الجمهور الإسرائيلي، الذي بدا غاضبًا بشكل غير مسبوق من هذه الصفقة. لأول مرة، نرى غضبًا شعبيًا تجاه صفقة يتم فيها إطلاق سراح أسرى أحياء، حيث يرى الكثيرون أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام تمييز غير عادل بين الأسرى، وتضعف من موقف إسرائيل التفاوضي في المستقبل.
في النهاية، يبدو أن حماس نجحت في وضع إسرائيل ونتنياهو في ورطة سياسية وأخلاقية. فبين قبول الصفقة والتعرض لانتقادات داخلية، أو رفضها ومواجهة ضغوط خارجية، يبقى نتنياهو أمام خيارات صعبة قد تؤثر على مستقبله السياسي وعلى العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية.
شاهد ماذا يحدث في سوريا