محاسبةملفات ساخنةملفات ساخنة

ماذا افعل بعد البكالوريوس محاسبه خيارات ما بعد التخرج

ماذا افعل بعد البكالوريوس محاسبه خيارات ما بعد التخرج



خيارات ما بعد التخرج لطلاب المالية والمحاسبة


سأحاول في هذه التدوينة أن أتحدث عن المستقبل الوظيفي والتعليمي لدراسي المالية والمحاسبة، ما الخيارات الدراسية المتاحة أمامهم؟ وكيف يتم الاختيار؟ وما متطلبات القبول في الجامعات الأمريكية؟ وما أنواع الشهادات الأكاديمية والمهنية في هذا المجال؟ مع التركيز على الولايات المتحدة الأمريكية مستلهما تجربتي هناك.


بكالوريوس المالية أم المحاسبة افضل

للإجابة على هذا السؤال لابد أن نعرف الفرق بينهما دراسياً. أنت في المحاسبة تدرس كيف تسجل وتعد المعلومات المالية في الشركة، وتقديمها لصاحب القرار والمنتج النهائي هو القوائم المالية، وتدرس -أيضا – كيف تدقق على من يقوم بهذا العمل، من خلال المراجعة الداخلية والخارجية، وتدرس بشكل خفيف التحليل المالي.

بينما في المالية أو التمويل، تدرس كيف تتخذ قرارات التمويل والاستثمار والتكلفة والخطر والعائد، أيضا تحليل متقدم للشركة وتقييمها لاتخاذ قرار استثماري. وتدرس تقييم المشروعات ودراسة الجدوى المالية وطرق تمويلها. أخيراً تدرس بشكل موسع الاستثمار في سوق الاسهم وإدارة المحافظ الاستثمارية.

رأيي في البكالوريوس المثالي: أرى أنه يجب أن يجمع بين التخصصين، وأي مالي يجب أن تكون خلفيته المحاسبية قوية جداً. الاختيار يكون بناء على الرغبات الشخصية والميول العلمية، عادةً، طبيعة عمل المحاسب تختلف عن طبيعة عمل المالي. لكن، ليست هذه المشكلة، السؤال: ماذا تنوي أن تدرس بعد التخرج؟ هل ستكتفي بالبكالوريوس أم تريد الإكمال؟ مشكلة هذه التخصصات أنك تحتاج دراسة بعد التخرج، ولغةً إنجليزيةً، ومهارات (إكسل) متقدمة؛ حتى تكون متميزاً و(تعيش). إذا لم تكن ترغب في أي من ذلك؛ فقد لا تستفيد من هذه التدوينة كثيراً ، لكن سأخبرك بشيء عن سوق العمل للتخصصين: المحاسبة فرصها أكثر وأقل خطراً، وتحتاجه كل الشركات في جميع الأوقات، سواء كانت رابحة أم خاسرة، بينما المالية أعلى أجراً، وأسهل في الترقي الوظيفي، لكن فرصها أقل وأكثر خطراً، ولا تحتاجها الشركات دائماً.


خيارات ما بعد التخرج:


أنصح –بقوة- بالعمل -ولو لفترة محدودة- في مجال تخصصك لتكتشف هل تحبه أم لا، وتكتشف الواقع والخيارات الأخرى في السوق. بعد ذلك تختلف التخصصات بحسب الاهتمام:
1) مسار الشهادات المهنية :
يوجد شهادات مهنية مشهورة ومطلوبة عالمياً، وأصعب من الماجستير في أكثر الجامعات. وهي عبارة عن اختباراتٍ، إذا اجتزتها تحصل على الشهادة. وأشهرها :
I. شهادة المحاسب القانوني الأمريكيةCPA . وهي مطلوبة كثيراً، وربما لا تستطيع الترقي لمنصب كبير في مكاتب المراجعة بدونها. يوجد نسخة سعودية لها SOCPA وتنطق سوكبا، وهي تتيح لك افتتاح مكتب مراجعة باسمك. الحاصلون على هذه الشهادة في السعودية لا يتجاوزون 500 شخص منذ انشائها.
II. شهادة المحلل المالي المعتمد CFA . هذه الشهادة قد تكون أصعب شهادة مهنية في العالم في مجال الادارة، وأكثر ندرة وطلباً، والحصول عليها يضمن لك وظيفة قيادية في زمن قصير جداً. وهذا موقعهم
III. شهادة المحاسب الإداري المعتمد CMA . وهي أقل طلباً من CPA ، لكنها مشهورة وعليها طلب عال.

كيف يمكن الحصول على الشهادات؟
يكون ذلك بعد تجاوز الاختبارات المطلوبة، وكل شهادة يوجد كتب لدراستها، ومواقع الكترونية للإعداد، ومن أشهر الشركات للإعداد كابلان. هذه الشهادات تتطلب مستوى عالياً من اللغة الإنجليزية، ومن الفهم المتخصص. والدراسة السعودية لا تؤهل لذلك، وغالباً ستحتاج “ماجستير”؛ لتعينك على المذاكرة والفهم.


2) مسار الشهادات الأكاديمية :
I. شهادة الماجستير في إدارة الأعمال MBA : تعد أشهر شهادة في مجال الأعمال، وتقبل جميع التخصصات، وتعتبر الدراسة طويلة نسبياً ( سنتان). عادة يكون فيها تخصصات، حيث تكون السنة الأولى عامة، والسنة الثانية تتخصص فيها إن رغبت. وفيها حرية لتكون التخصص الذي تحب. قوة الشهادة تأتي من قوة الجامعة التي تعطيها، بسبب اسم الجامعة ومستوى أساتذتها، والفرص المتاحة فيها، ومدى عمق المواد المطروحة. كثير من الطلاب يدرسها لأنها مشهورة، ويغفل مستوى الجامعة، وللأسف أنها ربما تكون أكثر شهادة يساء تدريسها، وستجد طلابا كثر يحملونها ولا يفقهون أبجديات الإدارة بسبب مستوى الجامعة، ونوعية المواد التي اختارها الطالب. الجامعات المميزة ( وكل حديثي سيكون عنها) تركز على مهارات التحليل المتقدمة، ومهارات اتخاذ القرار، والمهارات القيادية والاستراتيجية. ثم يأتي تخصصك سواء كان في المالية أو المحاسبة أو تسويق أو غيرها. في رأيي أن أي طالب يطمح أن يكون تنفيذياً أو أكاديمياً متخصصاً أو باحثاً؛ يجب أن يكون لديه الحد الأدنى من جميع تخصصات الإدارة والاقتصاد، ويفهمها جيداً، ثم يضيف إليها تخصصه الدقيق. في سوق العمل لن تجد وضيفة تسويق لا تهتم بالتكلفة، أو وظيفة مالية لا تهتم بالاقتصاد، والفصل الشديد بين التخصصات الذي نراه في جامعاتنا السعودية؛ أرى أنه يحتاج إعادة نظر؛ لأنه فصل أكاديمي وليس واقعي. الميزة الأخرى لهذه الشهادة أنها تتيح لك تكون تخصصا جديدا حسب اهتمامك، ربما لا تستطيع دراسته في مكان آخر. مثلاً، أنا أريد التخصص في مجال تمويل وتقييم والاستثمار في الشركات الصغيرة والناشئة ، وإدارتها وإنشائها.. هذا التخصص تجده موزعاً بين Corporate Finance – Private Equity and Venture Capital وبين Entrepreneurship والاقتصاد. وأحب كذلك دراسة طرق تقييمه وتمويله وإنشاء المؤسسات غير الربحية ووجدت هذا التخصص تحت اسم Entrepreneurship Social .. هذا التخصص المشترك بين عدة تخصصات يصعب أن تجده في أي برنامج آخر غير MBA. يعيب البرنامج طوله وصعوبة القبول فيه، مقارنة ببرامج الماجستير الأخرى، وأيضا سمعته غير جيدة في الجامعات والشركات السعودية لكثرة الحاصلين عليه من جامعات ضعيفة، وأخيرا مرونته العالية في اختيار التخصص الدقيق تجعل بعض الطلاب يتشتت ويختار مواد لا تناسبه، إما لأنها سهلة، أو هروبا من المشروعات أو الرياضيات، أو لأن جدولها ناسبه أكثر. نقطة أخيرة مهمة وهي أن التخصص الدقيق غير مكتوب على شهادة التخرج، بمعنى أن عليك إثبات ذلك من خلال سجل المواد، ومن خلال فهمك وحديثك عن تخصصك، وهذا يضيف عبئاً إضافياً لا يرغب به كثير من الناس.
II. شهادة الماجستير في المالية MSF : دراسة متخصصة في المالية لمدة سنة أو سنة ونصف، تمر على جميع فروع المالية، ومرونتها أقل من MBA ، وتعتبر خيارا مثاليا لمن يريد الحصول على شهادة CFA؛ حيث إن كثيرا من البرامج تؤهلك للحصول على المستوى الأول. عادة تقبل الجامعات المتخصصين في المالية أو المحاسبة، وليست مفتوحة لجميع التخصصات. القبول فيها أسهل نسبياً من القبول في MBA للجامعات على نفس المستوى. MsF ليست مبتذلة مثل MBA ، فلا تجد جامعات ضعيفة كثيرة تدرسها، ودراستها صعبة من حيث إنه يجب عليك أن تدرس مواد المالية. طبيعة المواد المالية نفس المواد تقريبا في MBA، وتجد الطلاب من كلا البرنامجين يدرسون نفس المادة في نفس القاعة. أكثر البرامج إما أن تتطلب اختباراً شاملاً، أو بحثا تكميليا للتخرج. الجامعات السعودية تفضلها على MBA ، لأنهم يعتقدون أنها تؤسس أكثر للدكتوراه. وفي رأيي أنه لا فرق يذكر بينهما إذا تخصص الطالب في المالية في MBA، وسأتحدث بشكل مختصر على الدكتوراه لاحقاان شاء الله.
III. ماجستير المحاسبة MSA: وله انواع واختصارات متعددة مثل Macc, Mac. ليس عندي خلفية كبيرة عن البرنامج، لكن إذا تريد دكتوراه في المحاسبة فهذا يعتبر خيارا مناسبا، أما إذا كنت تريد المجال المهني في المحاسبة، فالشهادات المهنية أفضل بكثير. بعض الطلاب يأخذها تحضيرا للشهادة المهنية وهذا حسن. القبول عادة صعب؛ لصغر حجم البرنامج نسبياً في الجامعات.

القبول الأكاديمي:
أصعب مرحلة هي البحث عن القبول، وعدد من الطلاب في هذه التخصصات إما أن يرجع بدون قبول، أو يضطر للقبول بجامعة ضعيفة لا توازي تطلعاته. والسبب في نظري: ضعف الإعداد بسبب المعلومات الخاطئة التي نسمعها يمنة ويسرة. سألخص لك تجربتي في الحصول على قبول في إحدى أفضل الجامعات في أمريكا جامعة واشنطن في سانت لويس وإحدى أفضل كليات الإدارة اولين برنس سكول. Washington University in St. Louis .
– اللغة الإنجليزية: ابتداءً، يجب أن تعلم أن كل الجامعات المميزة تطلب اختبار الجيمات أو الجي أر إي، ودرجة عالية في اللغة الإنجليزية ،إما توفل أو آيلتس. بدونهما فرصتك شبه معدومة في الحصول على قبولك التي تريد، وستضطر للبحث عن جامعات ضعيفة تقبل بدونهما ( أتحدث عن أمريكا). الماجستير تطلب أقل شيء درجة 6 في الآيلتس والمتوسط 6.5، وأنصحك ب 7 أو ما يعادل 90ـ100 في التوفل. وهذه الدرجة مقدور عليها بعد سنة أو سنة ونصف من دراسة اللغة، وهو ما تتيحه لك الملحقية. لا يمكن أن تحصل على قبول محترم بدرجة أقل من 6.5 .. ولو حصلت عليه فستعاني في فهم المحاضرات وحل الواجبات وقراءة المقرر، فضلا عن المشاركة في الفصل. هذا الكتاب Target Band 7 من أفضل الكتب في الآيلتس ولم أذاكر من غيره وحصلت على 7 ولله الحمد. لا تضيع وقتك في محاولة الحصول على قبول بمؤهلات ضعيفة، بدلا من ذلك اختصر وقتك وارفع مستواك.
– GMAT, GRE: لا مفر من هذه الاختبارات. ومشكلتها أنها تتطلب لغة عالية وإعداداً طويلاً، وأكثر الطلاب ليس لديه الوقت الكافي لذلك. أنا درست الاختبارين، ووجدت أن GRE أسهل بمراحل من الجيمات، ويسمح لك باستخدام الآلة الحاسبة، والآن، أكثر كليات البزنس المتميزة تقبل به. والذي نصحني به هو مستشار القبول في جامعتي. وللأسف أني ضيعت وقتاً طويلاً في الاستعداد للجيمات، وكان الأفضل لي لو ركزت على GRE من البداية. أنصحك ألا تبحث عن جامعات تقبل بدون الاختبار، وعموما هو يشبه اختبار قياس لكن باللغة الإنجليزية. مشكلة GRE هي في الجانب اللغوي حيث يتطلب حفظ كلمات كثيرة نادرة الاستخدام ، لكن الجميل في الأمر ان الجامعات تنظر في ال GRE لدرجة القسمين على حدة خلافا للجيمات، فتستطيع إذا حصلت على درجة عالية في الآيلتس او التوفل أن تعوض ذلك.
– متطلبات القبول الأخرى: كل متطلبات القبول الأخرى، مثل: التوصيات، والمعدل التراكمي، والسيرة الذاتية، والمقابلة الشخصية، وخطاب الغرض من الدراسة؛ هي للمفاضلة بين المتقدمين، لكن لا يمكن أن تصل إليها بدون اللغة والجيمات أو الجي أر إي، ولو كنت أفضل المتقدمين -للأسف-.

· يجب أن تعلم أنه إذا كان لديك درجة لغة عالية، ومعدل عال، ودرجة GRE عالية؛ فانت الآن اصبحت مؤهلاً للمنافسة ولست مقبولاً! بمعنى أنك أصبحت الان تشبه 90% من المتقدمين؛ لأنهم كلهم مثلك! فيجب أن تسأل نفسك ما الذي يجعلني مختلفا عنهم ويجعل مسؤول القبول يطلبني للمقابلة ومن ثم يقبلني؟ (ملاحظة: مجرد حصولك على بعثة لا يكفي). يجب أن تجيب على هذا السؤال في خطاب الغرض من الدراسة، وفي توصياتك وفي سيرتك الذاتية. ركز على الاختلاف. بعض الطلاب تم قبوله؛ لأنه الف كتاباً، وبعضهم لأنه أسس شركة ( لا يهم ناجحة أم فاشلة)، وبعضهم لأنه رياضي ناجح، وشارك في منافسات محلية أو دولية. بعضهم يقبل لأن له قصة مختلفة كإعاقة مثلا، أو دراسة على كبر أو فقر أو كونه من أقلية معينة أو كونه من جنسية معينة لا تأتيهم كثيرا (سعودي على سبيل المثال )، لكن يجب أن تشرح وتقنعهم لماذا هذا الشيء – أيا كان- سيضيف لك وللجامعة.
· ميزة ( كونك مختلفا) أنك تستطيع العمل عليها قبل مجيئك لأمريكا لدراسة اللغة. إذا كنت تقرر أن تدرس الماجستير (خصوصا MBA ) في جامعة مميزة فأبدا من الآن في البحث عن جانب يميزك، إذا لم تجد فأوجد ولو واحداً. ألِّف كتاباً، انشر بحثاً ، شارك في مؤتمر ، أسس شركة ، لوّن حياتك كما يقولون. يجب أن تلاحظ انهم يهتمون بالإنجازات وليس بالشهادات، أو حضور الدورات، أو المؤتمرات مثلاً، فأي شخص يستطيع ذلك.
· التوقيت: كثير من الجامعات تقبل مرة واحدة في السنة، وذلك في فصل الخريف – شهر 8 ميلادي- والتقديم يبدأ في شهر يناير من نفس السنة، لذلك يجب أن ترتب أمورك أن تبدأ دراسة اللغة في الوقت المناسب حتى لا تضطر للرجوع للسعودية بسبب انتهاء فترة اللغة وانتظارك للقبول ، بشكل عام يعتبر القدوم مع بداية السنة الدراسية الجديدة أفضل ( شهر 8 ميلادي) حيث يبقى لديك وقت لدراسة اللغة، ولا تنتهي السنتان المخصصتان لذلك إلا وقد ابتدأت بإذن الله دراستك للماجستير. شخصيا اضطررت للرجوع للسعودية لهذا السبب؛ لأني بدأت دراستي للغة في شهر يناير.

هذه خواطر وملاحظات كتبتها بناء على أكثر الأسئلة التي وصلتني، واعتمدت فيها على تجربتي الشخصية التي يعتورها الخطأ والنقص، فإن أحسنت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. وإذا كان لديك أي ملاحظات أو أسئلة فأسعد بها على إيميلي الشخصي أو حسابي في تويتر.

محمد الصبيح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى