تركيامصرملفات ساخنةملفات ساخنة

مساع عظيمة تنتظر الأردن لتحقيق مصالحة مصرية إماراتية- تركية.. والملك يتصدر المشهد



مساع عظيمة تنتظر الأردن لتحقيق مصالحة مصرية إماراتية- تركية.. والملك يتصدر المشهد

– النائب ميرزا بولاد: الأردن مؤهل للوساطة، فعـ.ـلاقتنا مميزة بالدول الثلاث والملك عبد الله يتمـ.ـتع بمكانة اجتماعية ودولية

– الملك عبد الله: نستهدف بناء وتعزيز علاقـ.ـات إقليمية ودولية قائمة على التعاون.. ونقوم بدورنا كاملا في جهود حل الأزمات الإقليمية والدولية أحيانا



– النائب محمد المومني: مواقف الأردن ودعوته الدائمة للحلول السلمية تؤهله بالتأكيد لأن يكون وسيطا مقبولا لدى جميع الأطراف

– المحلل السياسي شنيكات: متغيرات خارجية تدفع نحو وساطة أردنية أبرزها وصول بايدن للرئاسة الأمريكية والملفات العـ.ـالقة بين أنقرة وواشنطن والمصالحة الخليجية

كَثُرَ الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال عودة العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا وكل من الإمارات ومصر، وأحدثه تصريح لوزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش.

ففي مقابلة تلفزيونية في 10 يناير/ كانون الثاني الماضي، قال قرقاش إن الإمارات ترغب بتطبيع العلاقات مع تركيا، معربا في الوقت ذاته عن تطلعه لتحسين العلاقات بين أنقرة والقاهرة.

وأضاف: “أي مؤشر إيجابي من تركيا تجاه مصر سنرحب به، لأن مصـ.ـلحة تركيا هي عـ.ـلاقات عربية سوية”.

وتابع: “نريد لأنقرة ألا تكون الداعم الأساس للإخـ.ـوان المسـ.ـلمين، نريد لأنقرة بأن تعيد البوصلة في عـ.ـلاقاتها العربية”، وفق تعبيره.

ورغم الاختلاف في وجهات النظر بين أنقرة وأبوظبي والقاهرة، إلا أنها لم تصل إلى حد القـ.ـطيعة الدبلوماسية، ما يعني إبقاء الباب مفتوحا لتحسين العـ.ـلاقات.



لكن تجاوز ذلك الخلاف يحتاج سياسيا إلى دولة تجمعها عـ.ـلاقات مميزة بالدول الثلاث على حد سواء، ما يمكنها من لعب دور الوسيط؛ لرأب الصـ.ـدع وتحقيق المصـ.ـالحة.

وبفضل دبلوماسية الأردن وعـ.ـلاقاته المتزنة مع دول المنطقة، يمكنه لعب ذلك الدور، لا سيما وأن الملك عبد الله الثاني، أكد في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية “بترا”، أواخر يناير الماضي، حرص بلاده على تجاوز أي خـ.ـلافات من شأنها التأثير على استقرار المنطقة.



وقال العـ.ـاهل الأردني: “تستـ.ـهدف سياساتنا بناء وتعزيز علاقات إقليمية ودولية قائمة على التعاون ومبدأ حسن الجوار، ولا نتدخل بشؤون الآخرين ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا”.

وأضاف: “نقوم بدورنا كاملا في جهود حل الأزمات الإقليمية والدولية أحيانا، وتجاوز التحديات المشتركة وتحقيق السلام العادل خيارا استراتيجيا”.

وتابع: “نقدم الأفكار والطروحات والمبادرات التي تتفق مع ثوابتنا ومصالحنا، ونتفاعل مع طروحات الآخرين، فنقبل ما ينسجم مع ثوابتنا ونرفـ.ـض ما يتـ.ـناقض معها”.

وأردف: “كسب هذا الوضوح وهذا التفاعل لبلدنا، احترام المجتمع الدولي، وجعل لنا دورا دبلوماسيا يتخـ.ـطى الحجم والموارد”.

احترام متبادل وتنسيق مستمر تجاه أهم القضايا، وزيارات متبادلة رفيعة المستوى، تربط الأردن بالدول الثلاث، وهو ما يؤهل المملكة، بحسب محللين، للعب دور الوسيط في تحقيق المصالحة.

محمد المومني، الوزير الأردني الأسبق عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان)، قال للأناضول إن “الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبد الله، تسعى دائما لتحقيق المصالحة والتوفيق في مختلف القضايا، إيمانا برؤية المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بعيدا عن أي خلافات”.



وتابع: “الأردن تجمعه علاقات مميزة مع مختلف دول العالم، بما فيها الأشقاء في الإمارات ومصر، وأصدقاؤنا الأتراك، وقد أكد الملك في مقابلته الأخيرة مع وكالة بترا أننا لا نتدخل بشؤون الآخرين، ولا نسمح بالتدخل في شؤوننا”.

وزاد بأن “الملك قال أيضا إننا نقوم بدورنا كاملا في جهود حل الأزمات الإقليمية والدولية أحيانا، وهذا يعني ضمنًا حرص المملكة على المساهمة في تحقيق المصالحة بين جميع الأطراف”.

وشدد المومني على أن “مواقف الأردن ودعوته الدائمة للحلول السلمية تجاه مختلف القضايا، يؤهله بالتأكيد لأن يكون وسيطا مقبولا لدى جميع الأطراف، فنحن حريصون على وحدة الصف وتوافق الجميع؛ للوصول إلى منطقة خالية من الأزمات والخلافات”.

** علاقات مميزة

ميرزا بولاد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان)، قال للأناضول إن “دبلوماسية الأردن حاضرة للعب دور الوساطة في حل المنازعات والمخالفات بين الأشقاء والأصدقاء”.

وتابع: “الملك قال إننا لا نتدخل في شؤون غيرنا، لكنه يسعى بالتأكيد إلى تحقيق المصالحة؛ لحفظ الاستقرار العربي والإقليمي”.


وشدد بولاد على أن “ما يؤهل الأردن لدور الوساطة في مصالحة الصديقة تركيا مع الأشقاء في الإمارات ومصر، هو المكانة الاجتماعية والدولية للملك عبد الله في كل المحافل، وعلاقاتنا المميزة مع الدول الثلاث”.



** متغيرات خارجية

خالد شنيكات، الرئيس السابق للجمعية الأردنية للعلوم السياسية (خاصة)، اعتبر في حديث للأناضول أن “متغيرات البيئة الخارجية تساهم إلى حد كبير مع متغيرات البيئة الداخلية في الدفع بالدبلوماسية الأردنية لإعادة العلاقات بين الإمارات ومصر وتركيا”.

ومن أبرز تلك المتغيرات، وفق شنيكات، هو “مجيء (الرئيس الأمريكي) جو بايدن للسلطة (منذ 20 يناير الماضي)، ووجود العديد من الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن، رغم ما يجمعهما من مصالح استراتيجية”.

وأضاف أن الأزمة الخليجية هي متغير آخر، وقد انتهت بالتسوية في القمة الخليجية الـ41 التي انعقدت في 5 يناير الماضي، بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وكانت المنطقة الخليجية شهدت أزمة حادة منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، حيث فرضت الدول الأربع حصـ.ـارا بريا وجويا وبحريا على قطر، بزعم دعمها للإرهـ.ـاب، وهو ما نفته الدوحة، واعتبرته “محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل”.



وأردف شنيكات أن “تسوية هذه الأزمة تعني أن الأزمات القائمة بين الإمارات ومصر وتركيا يمكن حلها على طريقة الأزمة الخليجية، من خلال تدخل طرف ثالث في الحل، أي الدبلوماسية الأردنية”.

وزاد بأن “الأردن يتمتع بعلاقات وثيقة مع الإمارات ومصر وتركيا والولايات المتحدة، وهذا الوضع يؤهله لإدارة دبلوماسية ناجحة في إعادة العـ.ـلاقات”.

وشدد على أن “إرث السياسة الخارجية التركية في اتباع سياسة صفر مشاكل (إنهاء المشاكل الخارجية كافة) لا زال موجودا ومؤثرا في السياسة التركية”.

واستطرد: “لهذا نجد أن تركيا فتحت قنوات حوار ومفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وبشكل خاص فرنسا واليونان، كما احتفظت بعـ.ـلاقات وثيقة مع روسيا وإيران وقطر، وحتى السعودية بالرغم من مسألة مقـ.ـتل خاشقجي”.



وقُـ.ـتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، في قضية هـ.ـزت الرأي العام الدولي، مع اتهـ.ـامات تنفـ.ـيها الرياض بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو من أمر بقـ.ـتله.

** ما بين الدول الثلاث

ومنذ عام 2013، سمحت تركيا لمـ.ـعارضين مصريين بالإقامة لديها بدافع الدعم الإنساني للمـ.ـظلومين، عقب الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين “إرهـ.ـابية”، ما أجبر عددا من قياداتها وكوادرها على الخروج إلى دول أخرى؛ خشية الملاحقة.


وأكدت تركيا، على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق، أن الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية هي عبر الحوار والتعاون مع أنقرة، بدلا من تجاهـ.ـلها.

فيما تقول الإمارات إنها الشريك التجاري الأول لتركيا في الشرق الأوسط، وتزعم أن المشكلة الرئيسية مع أنقرة تكمن في سعيها إلى “توسيع دورها على حساب الدول العربية”.

أما تركيا فهي تشدد دائما على الدور الحقيقي الذي تلعبه عالميا، وهو ما عَبَّر عنه الرئيس رجب طيب أردوغان، بقوله في أحد خطابته إن “تركيا كما فعلت طوال التاريخ، تقف بجانب المظـ.ـلوم ضـ.ـد الظـ.ـالم دون النظر إلى هويته”.

عمان/ ليث الجنيدي/ الأناضول



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى