تركيا روسياملفات ساخنةملفات ساخنة

لأول مرة.. تركيا تضع منظومات إس- 400 على طاولة التفاوض

هيومن فويس



لأول مرة.. تركيا تضع منظومات إس- 400 على طاولة التفاوض

لأول مرة، قدمت تركيا إشارات على إمكانية التوصل إلى حل وسط مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول أزمة منظومة S400 الدفاعية الروسية، حيث أبدى وزير الدفاع انفتاحاً على “النموذج اليوناني” للتوصل إلى حل مع الإدارة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) حول الأزمة التي عقدت العلاقات بين الحليفين بعدما فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات على أنقرة، فيما لوحت إدارة الرئيس الجديد جو بايدن بمزيد من العقوبات.

وفي تصريحات خاصة أدلى بها لصحيفة “خبر ترك”، اقترح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مناقشة “النموذج اليوناني” أو ما سماه “نموذج كريت” لحل أزمـ.ـة منظـ.ـومة S400 مع الإدارة الأمريكية.

وذلك في إشارة إلى طريقة تعامل اليونان مع منظومة S300 والتي احتفـ.ـظت بها في جزيرة كريت، في ظل غموض حول ما إن كانت قد فعلت وأدخلت الخدمة بالفـ.ـعل أم لا، وهو ما يضفي على تصريح الوزير التركي المزيد من الغموض.

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع قوله: “يمكن أن نبدأ البحث والنقاش حول نموذج مشابه لنموذج استخدام منظومات S 300 في جزيرة كريت اليونانية”.



وهو ما اعتبر بمثابة أول اقتراح تركي علني للإدارة الأمريكية بانفتاح أنقرة على التفاوض على مكان نشر المنظومة الروسية وإمكانية تفعليها وإدخالها الخدمة من عدمه.

وركز الوزير التركي على الإشارة إلى أن دولا حالية في حلف شمال الأطلسي لديها أسلحة ومنظومات دفاعية روسية متبقية من حقبة حلف وارسو السابق، وأن هذه الأسـ.ـلحة والمنظومات لا تتسبب بخـ.ـلافات أو عقـ.ـوبات بين هذه الدول والولايات المتحدة، وأن هذه المنظومات تعمل بفعالية دون مشاكل.

ولا تعطي تصريحات الوزير التركي إشارات واضحة حول مدى استعداد تركيا لقبول عدم تفعيل المنظومة أم لا، وذلك كونه لا يعرف على وجه الدقة وبشكل قطعي ما إن كانت اليونان أدخلت منظومة S300 التي تمتلكها الخدمة الفعلية أم لا.

وبالتالي فإن تصريح الوزير يمكن أن يفسر على أنه استعداد لعدم تفعيل المنظومة وهو ما رفضته أنقرة سابقاً، أو أنه مجرد دعوة لواشنطن لتقبل امتلاك تركيا للمنظـ.ـومة وتفعيلها على غرار اليونان التي تقول تركيا إنها فعلت المنظومة الروسية.

ومؤخراً كشفت وسائل إعلام تركية عن أن القوات المسلحة اليونانية أجرت في الأيام الأخيرة اختبارات على منظومة S300 الروسية في جزيرة كريت الواقعة في قلب الصراع شرقي البحر المتوسط قرب السواحل التركية.

وأوضح الخبر أن هذه الاختبارات جـ.ـرت بحضور عسـ.ـكريين من الجيـ.ـش الألمـ.ـاني والهولندي والأمريكي، وهي جميعها دول أعضاء في حلف ناتو وتعارض اقتناء تركيا للمنظومة الروسية.



وتقول مصادر يونانية إن أثينا بدأت بنصب المنظومة الروسية في جزيرة كريت منذ عام 1999 بموافقة الولايات المتحدة. وحصلت اليونان على المنظومة الروسية من قبرص التي اشترتها ولم تتمكن من تفعيلها نتيجة التهـ.ـديدات التركية.

حيث اضطرت الأخيرة عام 1997 إلى التنازل عن المنظومة لصالح اليونان مقابل حصولها على أسلـ.ـحة وتجهيزات عـ.ـسكرية أخرى، ولم تفعل اليونان هذه المنظومة لتفادي الدخول في صدام مع الناتو لكنها بدأت بإجراء تجارب عليها عام 2013.

كما تمتلك بلغاريا وحدتين من S300، تضم كل منهما 5 قاذفات. أما سلوفاكيا فورثت من تشيكوسلوفاكيا السابقة بطارية صواريخ S300 و48 صاروخا.

وطلبت من موسكو تطوير منظومتها، عام 2015. وكل من اليونان وبلغاريا وسلوفاكيا، وكذلك تركيا والولايات المتحدة، أعضاء في “الناتو”، الذي تأسس عام 1949.

وعملت أنقرة طوال الأشهر الماضية على محاولة إقناع الإدارة الأمريكية بتقبل مبدأ شرائها المنظومة وتسديد سعرها واستلامها وتجريبها وتدريب العسكريين الأتراك عليها وإجراء اختبارات على تفعيلها.

واعتبار أنها باتت أمرا واقعا وأن أنقرة اشترتها في ظروف استثنائية لمواجهة التحديات الاستراتيجية عقب رفض الإدارة الأمريكية بيعها منظومة باتريوت، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض عقوبات على أنقرة قبيل انتهاء ولايته بفترة قليلة.



ومع وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، تباحث هاتفياً إبراهيم قالن كبير مستشاري أردوغان مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.

وقالت وكالة الأناضول إن قالن أبلغ سوليفان بضرورة تضافر الجهود المشتركة لإيجاد حل للخلافات الحالية والمتمثلة في شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية ودعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية في شمال سوريا.

في المقابل، قال البيت الأبيض في بيان إن سوليفان شدد على رغبة إدارة بايدن في إقامة علاقات “بناءة” بين الولايات المتحدة وتركيا لكنه تطرق أيضا لمجالات الخلاف.

وقالت إميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن سوليفان “نقل عزم الإدارة تعزيز الأمن عبر المحيط الأطلسي من خلال حلف شمال الأطلسي وعبر عن قلقه من أن حصول تركيا على نظام صواريخ أرض-جو الروسي يقوض تماسك التحالف وفعاليته”.

وبالتزامن مع توليه مهامه رسمياً، اتهم أنتوني بلينكن وزير الخارجية في إدارة بايدن تركيا بأنها لا تتصرف كحليف، مشيرا إلى إمكانية “فرض المزيد من العقوبات على أنقرة بسبب شرائها المنظومة الروسية”.

وقال بلينكن أمام مجلس الشيوخ: “تركيا حليف لا يتصرف كما يجب، وهذا تحد كبير للغاية بالنسبة لنا ونحن واضحون جدا حياله.. إن فكرة أن يكون شريكنا الاستراتيجي أو ما يسمى بالشريك الاستراتيجي، متوافقا في الواقع مع أحد كبار منافسينا الاستراتيجيين في روسيا، غير مقبولة”.



مضيفاً: “أعتقد أننا بحاجة إلى إلقاء نظرة على تأثير العقوبات الحالية ومن ثم تحديد ما إذا كان هناك مزيد مما يتعين القيام به”.

ومع تواصل التنسيق لإجراء أول اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين، والتوقعات بقرب إجراء أول اتصال بين أردوغان وبايدن، يبدو أن أنقرة تحاول التوصل إلى حل سريع للأزمة وتجنب التصعـ.ـيد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، عبر تقديم حلول وسط وهو ما قد يترتب عليه التوصل إلى اتفاق فعلي وإنهاء الأزمة أو تسليم أنقرة بصعوبة الحل وبالتالي اللجوء إلى تفعيل المنظومة الروسية وإدخالها الخدمة رسمياً.

المصدر: القدس العربي



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى