ملفات ساخنةملفات ساخنة

هل يمكن عزل بن سلمان وتولي عمه أحمد؟ “مجتهد” يجيب

في واحد من حواراته النادرة، خرج المغرّد السعودي “مجتهد”، المعروف بتسريباته الخاصة بما يحدث داخل دوائر صنع القرار السعودية، عن صمته ليكشف، في حوار خاص مع “الخليج أونلاين”، عدداً من الحقائق عن اغتيال الكاتب جمال خاشقجي، والصراع الخفي بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعمّه الأمير أحمد بن عبد العزيز، الأخ الشقيق للملك سلمان.


“مجتهد” كشف لـ”الخليج أونلاين”، أن بن سلمان أجرى تحركات عسكرية داخل البلاد بعد أنباء عن ترتيبات في العائلة المالكة للانقلاب عليه، مشيراً إلى أن الأمير أحمد “جبان ومعروف بالتردد وضعف الهمة وقلة الطموح”، بحسب تعبيره.
ومنذ اغتيال السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، بالثاني من أكتوبر الماضي، بدأت تتكشف الحقائق المتعلقة بتورط بن سلمان في هذه الجريمة، وسط أنباء عن حراك بالعائلة المالكة ضده.
وكانت هناك توقعات بتولي عمّه المعارض الأمير أحمد، (البالغ من العمر 76 عاماً)، الحكم عقب عودته من العاصمة لندن، التي اختارها منفىً له، إلى السعودية بضمانة دولية، وذلك بالتزامن مع التحقيقات الجارية بقضية اغتيال خاشقجي ومطالبات بإقالة ولي العهد واستبدال آخر به، ليكون المرشح الأول لذلك هو عمّه.

وفيما يلي، الحوار الذي ينشره “الخليج أونلاين” كاملاً:

– ما الذي حدث قبل أيام في الديوان الملكي، لو تُقدّم لنا مزيد من الإيضاحات عمّا كتبته على حسابك بـ”تويتر”؟
يبدو أن بن سلمان بلغته، بعد أن غادر البلاد، معلومات عن ترتيبات داخل العائلة الملكة للانقلاب عليه خلال سفره، فأخذ هذه الاحتياطات. كما بلغني أن قوات الحرس الملكي في الشرقية والغربية طُلب منها التوجه إلى الرياض.
– هل من الممكن التوصل إلى قرار داخل العائلة الحاكمة بعزل بن سلمان، ومن هم أبرز المرشحين؟
لا يوجد منافس لأحمد (شقيق العاهل السعودي)، كما أن القرار لا يحتاج لجيش ولا لقوات، بل يحتاج لإرادة وشجاعة من “أحمد”.
– لماذا لا يحتاج القرار إلى جيش ولا قوات، في وقت تؤكد فيه المؤشرات أن بن سلمان يسيطر على كل المقاليد الأمنية والعسكرية في البلاد؟
لو قرر “أحمد” الإعلان وهو في بيته لبايعه 95% من العائلة فوراً، وتحوَّل ولاء الجيش والحرس الوطني والملكي له دون طلقة واحدة.
– إذا كانت الأمور بمثل هذه السلاسة، فلماذا لا يتجرّؤ الأمير أحمد على إعلان ذلك؟
لأنه جبان، ومعروف بالتردد وضعف الهمة وقلة الطموح.
– نفهم من حديثك أنه من غير الممكن أن نرى أي تحرك مستقبلاً من “أحمد”، أم أن المفاجأة ممكنٌ أن تحدث؟
من الممكن، إن ضغطت عليه العائلة أو صدر شيء عالمي يُضعف بن سلمان.

دور الملك سلمان

– بحسب المعلومات التي بحوزتك، ما موقف الملك سلمان مما يُحدثه نجله محمد؟
سلمان تقدَّم به مرض الخرف، ولا يتذكر  أبعد من ثلاث دقائق. وإذا حصل وتحسنت ذاكرته، فإنه يتذكر  فقط بدايات تسلُّمه المُلك، ولا يستطيع أن يستوعب الجديد.
– لكن، يبدو أن تدخُّله في أزمة اغتيال خاشقجي وإجراءه اتصالات ولقاءات مع أكثر من طرف، يشيران إلى تحسُّن حالته الصحية؟
من قال إنه تدخَّل؟
– التقارير الإعلامية والتصريحات الرسمية الأمريكية والتركية تقول إن الملك سلمان تواصل معهم، وكذلك استقباله عائلة الفقيد جمال خاشقجي؟
لم أطَّلع على شيء منها، كما أن استقبال العائلة أمر عادي، وبإمكان المخرِّف القيام بذلك.
– ما تفسيرك لهذا، هل هناك مغالطة لدى الرأي العام المحلي والدولي فيما يتعلّق بنشاطات الملك الدبلوماسية والسياسية؟
طبعاً، فالملك لا يفعل شيئاً بخصوص اتخاذ القرار مطلقاً، وكل ما يُنسب إليه كَذِب.
– نفهم من كلامك، أن بن سلمان استغل الحالة الصحية لوالده، لإحداث ما يحلو له في الداخل والخارج؟
صحيح، كما أنه استغل وجود والده كغطاء شرعي ضد تدخلات العائلة.
– وفق معرفتك بما يحدث خلف الكواليس، هل كان الملك سلمان سيسمح لابنه بفعل ما فعل، إذا ما كان في وضعه الصحي والعقلي الطبيعي؟
لا أعتقد ذلك، والده شرير وفاسد، لكن لا يزال لديه بقية من دهاء آل سعود والقدرة على تحاشي المجازفات.
– هل استغلّ بن سلمان “خرف” والده لإبعاد والدته عنه؟
نعم، والعكس صحيح، فهو لا يريد لوالدته التأثير عليه، لكونها الشخص الثاني الذي يمكن أن يؤثر على الملك.
– هل الشخص الأول هو بن سلمان؟
نعم.
– لماذا تأخَّر تنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه؟
لأنه بحاجة لغطاء والده، ولا يزال أضعف مِن تجاوُز الكبار في العائلة.
– هل تتوقع أن يصل بن سلمان إلى الحكم بتنازل والده طوعيّاً؟ أم ماذا؟
أتوقع أن يتريث قليلاً، لأنه مستفيد من احترام العائلة لوالده.
– إذا تُوفّي الملك سلمان ولم يتنازل لابنه عن الحكم، فماذا تتوقّع أن يحدث؟
قد يصبح محمد ملكاً، لكن لا أظن أنه سيتمكن من ذلك.
– ماذا تعني هنا بالتمكّن؟
التمكُّن بمعنى أن يستقر له الأمر ويبايعه بقية العائلة.

مصير خالد بن سلمان

– برأيك، هل سيتمّ تعيين الأمير خالد بن سلمان وزيراً للخارجية بدلاً من عادل الجبير؟
خالد لن يصبح وزيراً للخارجية.
– لكن، هناك تقارير إعلامية تحدثت عن ذلك، إلى جانب إمكانية تعيينه ولياً للعهد؟
الذي أعرفه هو التالي: بن سلمان غاضب جداً منه ويعتبره غبياً، لأنه صرّح بأنه “لا يجري شيء في السفارات إلا بعلمنا”. وثانياً، الأمريكان لديهم اتصالاته ومراسلاته مع ولي العهد وخاشقجي، ما يعتبره متورطاً.
– هل يمكن القول إن مستقبله وطموحه السياسي قد انتهيا بحادثة اغتيال خاشقجي؟
ربما بعد سنوات إذا تسلّم بن سلمان، قد يكون له شأن.
– هل تتوقع محاكمته في الولايات المتحدة إذا ما ثبت تورطه رسمياً في استدراج خاشقجي إلى تركيا؟
خالد بن سلمان لن يحاكَم في أمريكا، لأنه كان تحت الحصانة الكاملة.

تحقيقات اغتيال خاشقجي

– تؤكد مصادرنا أن سعود القحطاني وماهر المطرب، المتورطَين في اغتيال خاشقجي، ليسا موقوفين، فقط اللواء أحمد عسيري هو الموقوف، فهل تؤكد هذه المعلومة؟
القحطاني ليس موقوفاً وعسيري ربما موقوف شكلياً، و”المطرب” لا أعلم.
– هل لديك معلومات لم تُنشر بخصوص حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي؟
بن سلمان كان يتابع العملية قبل وخلال وبعد، وأحضر إليه القتلة أصابع خاشقجي، ليشفي غليله، بالجزء من جسمه الذي يكتب به مقالاته.
– “الخليج أونلاين” نقل قبل أسبوع، عن مصدر تركي مطلع على سير التحقيقات، أن رأسه في الرياض.. فهل تؤكد هذه المعلومة أيضاً؟
لم يصل لي ما يؤكد أو ينفي ذلك.
– في المقابل، تؤكد أن أصابع خاشقجي في الرياض بطلب من بن سلمان شخصياً؟
– نعم.
– هل لديك معلومات أخرى عن اغتيال خاشقجي ممكنٌ أن تضيفها؟
القتلة وُزِّعت عليهم ملايين، منهم من تسلَّم خمسة ملايين ريال، ومنهم من تسلَّم مليونين فقط.
– بعد التنفيذ أم قبل القيام بالمهمّة؟
بعد التنفيذ، وقبل أن يُعترف بأن جمال مات.
– وبعد الاعتراف وفضح الحادثة، كيف كان التعامل مع فريق الاغتيال؟
غُيِّبوا عن الأنظار في أماكن سرية على أساس أنهم معتقلون، لكن لم يجرِ معهم أي تحقيق.
– نفهم من كلامك، أن بيان النائب العام المطالِب بإعدام 5 منهم لا مصداقية له، ولن نشهد عملية قصاص من قتلة خاشقجي؟
أبداً؛ فالبيان أعده الديوان والنائب العام مجرد قارئ.
– ما مدى سيطرة بن سلمان على الوليد بن طلال، وسرّ تصريحاته عن دعم ولي العهد، خاصة بعد أن خرجت منظمة “هيومن رايتس ووتش” لتقول: لا تثقوا بالوليد، لأن في قدمه جهاز مراقبة حتى الآن؟
ما دام الوليد داخل السعودية والأمر بيد بن سلمان فلن يخرج من إطار بن سلمان.
– هل تؤكد أن كل الأمراء الذين تم الإفراج عنهم، إضافة إلى محمد بن نايف، في أقدامهم أجهزة مراقبة؟
نعم.. كلهم، ومراقبة إضافية.

كوشنر وبن سلمان

– لو تقدّم لنا بعض التفاصيل المهمة والخفية، عن العلاقات الشخصية التي تجمع بن سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنر؟
ثلاثة مستويات، الأول: علاقة مالية عادية، صفقات مع شركات كوشنر وزوجته وشركات ترامب، ويُفترض ظاهرياً أنها نظيفة قانونياً، لكنها مليئة بغسل الأموال.
ثانياً: علاقة مالية مباشرة بمبالغ ضخمة سُلِّمت إلى جهات تابعة لترامب، أشهر واحدة كانت مليار دولار سُلمت لقارب توقَّف بجدة في مايو 2017.
ثالثاً: علاقة شخصية بين كوشنر وبن سلمان ومراسلات شبه يومية بالواتساب والهاتف، وفيها تفاصيل خطيرة عن كل شيء، وضمن ذلك خاشقجي قبل قتله وبعده.
– هل لديك أي معلومات أو تفاصيل عن بعض هذه المراسلات السرية والشخصية؟
لا.
– ما سرُّ استبسال كوشنر في الدفاع عن بن سلمان؟
منفعة شخصية وخوف على نفسه؛ فإن سقط بن سلمان سقط معه.

بن سلمان والمنطقة العربية

– في وقت سابق، نشرتَ تفاصيل عن نيّة وزير الداخلية التونسي السابق، لطفي براهم، قيادة انقلاب في بلاده بعد لقائه بن علي بالمملكة.. هل من الممكن أن تُقدِّم لنا مزيداً من التفاصيل؟
لم يتوافر لديّ المزيد.
– هل لديك معلومات مؤكدة عن تواصل الرئيس التونسي الهارب بن علي مع قيادات للثورة المضادّة في تونس؟
حالياً لا.
– يدور جدل كبير في تونس خلال هذه الأيام، بسبب زيارة ولي العهد السعودي المرتقبة للبلاد.. وفق معلوماتك، ما أهداف هذه الزيارة؟
الهدف إثبات أن بن سلمان مقبول حتى خارج دائرة دول الحصار، فزيارته الإمارات والبحرين ومصر لا تعطي شرعية لقبوله عالمياً، فكان لا بد من تونس، والمقابل هو دعم السبسي برشوة كبيرة، ليس لتونس، لكن له ولحزبه.
– هل تعتقد أن زيارة بن سلمان لتونس تستدعي خوف التونسيين من إعادة إحياء الثورة المضادّة وتمويل انقلاب دموي على الانتقال الديمقراطي في البلاد؟
طبعاً، لكن التمويل ليس جديداً، فمن يوم أن بدأت الثورة وهم يموّلون الثورة المضادة.
– برأيك، ما مصلحة بن سلمان في إفشال الانتقال الديمقراطي بتونس وجرّ البلاد إلى مربّع العنف؟
إن نجاح أي مشروع مشاركة شعبية يُضعف الدول القمعية.
– هل التقى بن سلمان مع بنيامين نتنياهو مرة ثانية، على غرار اجتماعهما في العاصمة الأردنية عمّان؟
أعتقد أنه التقاه عدة مرات في اليخت.
– ما هي أهداف هذه اللقاءات؟
التنسيق المباشر في “صفقة القرن” مقابل دعم المؤسسات الصهيونية العالمية لمحمد بن سلمان.

المصدر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى